Page 104 - alamn
P. 104

‫ذراسات أمنية‬

‫فيروس «كورونا»‪ ..‬نظرة في الواقع البيولوجي لتفشيه‬

                                                                                                                         ‫أ‪ .‬د‪ .‬سيد أمين عامر‬

                                                                                                               ‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬

                                                                                                                           ‫ملخص الورقة‪:‬‬

‫فـــي مـــكان معين عبر حشـــرة أو طائـــر أليف‬            ‫فيروســـات «ســـارس» ُمـــد َرج فـــي قائمـــة‬       ‫منـــذ ظهـــور فيـــروس «كورونا» بما يســـمى‬
                                                          ‫أمـــراض الحـــروب البيولوجيـــة منـــذ مطلـــع‬      ‫متلازمة الشـــرق الأوســـط التنفســـية لأول‬
‫أو بـــري‪ ،‬لجنـــي مـــا لا يمكن جنيـــه من صنع‬           ‫القـــرن الحالي طب ًقا لتصنيف مستشـــفيات‬            ‫مـــرة في جـــدة في ديســـمبر عـــام ‪2012‬م‪،‬‬
                                                          ‫وزارة الدفـــاع الأمريكيـــة وحلـــف شـــمال‬         ‫اســـتخدمت المملكة العربية السعودية اسم‬
‫صواريـــخ عابـــرة للقارات وطائرات شـــبح قد‬              ‫الأطلســـي‪ .‬وبالعـــودة إلى فيـــروس «زيكا»‪،‬‬         ‫الحـــرب البيولوجيـــة‪ ،‬الذي يعني اســـتخدام‬
                                                          ‫فقد صـــرح أطبـــاء كثيـــرون بأن «زيـــكا» هو‬       ‫الجراثيم والفيروســـات وســـمومهما بشكل‬
               ‫لا يكـــون ربانها فـــي مأمن»‪.‬‬             ‫وجـــه آخـــر للحـــرب البيولوجيـــة وأن هنـــاك‬     ‫متع َّمـــد لنشـــر الأوبئة بيـــن الكائنـــات الحية‬
                                                          ‫تســـاب ًقا نحو تصنيع فيروســـات يتم نشرها‬           ‫مـــن إنســـان وحيـــوان ونبـــات‪ .‬ومـــا لبثـــت‬
‫وللوصـــول إلـــى قناعـــة بهـــذا الاحتمـــال‪،‬‬           ‫بين البشـــر‪ ،‬وبخاصة ســـكان نصـــف القرى‬            ‫المملكـــة العربيـــة الســـعودية أن تأقلمـــت‬
                                                          ‫الجنوبـــي ليكـــون حقـــل تجـــارب تســـتهدفه‬       ‫مـــع هـــذا الفيـــروس الـــذي تزامـــن ظهـــوره‬
‫نف ِّصـــل الآتـــي‪ :‬إن الفيـــروس‪ ،‬عامـــة‪ ،‬ليس‬          ‫مختبـــرات العالـــم الأول لتجربـــة قدراتهـــا‬      ‫مـــع موســـم الحـــج مـــن خـــال جهودهـــا‬
‫كائ ًنـــا حًّيـــا وليـــس خليـــة بدائيـــة أو حقيقية‪،‬‬  ‫في امتـــاك أســـلحة بيولوجيـــة‪ .‬وإذا كانت‬          ‫الاحترازيـــة التـــي تمَّثلـــت فـــي تخصيـــص‬
‫ولا يســـلك ســـلوك الكائنات الحية‪ ،‬ســـواء‬               ‫التحليـــات فـــي عصـــر «كورونـــا» الأول‬           ‫البحـــوث والميزانيات للوصـــول إلى عقاقير‬
                                                          ‫و«زيـــكا» مجـــرد تكهنـــات‪ ،‬فها هـــو فيروس‬        ‫أو أمصـــال لمكافحـــة هـــذا المـــرض‪ ،‬حتـــى‬
‫التـــي تعيش حـــَّرة أو تلـــك المتطفلة؛ حيث‬             ‫«كورونا» المســـتجد قد تف َّشـــى في غضون‬            ‫فوجئـــت بنوع جديد من الفيروســـات ُيعرف‬
‫إنـــه يتكـــ َّون مـــن الحمـــض النـــووي الريبـــي‬     ‫خمســـة أشـــهر بيـــن مـــا يربـــو على خمســـة‬     ‫بفيـــروس «زيـــكا» عام ‪2015‬م‪ ،‬الـــذي تنقله‬
‫الفردي أو المـــزدوج الذي ُيعرف بـ«الجينوم»‬               ‫ملاييـــن ونصـــف المليون إنســـان ومات به‬           ‫بعوضـــة ُتعـــرف بـ«الزاعجـــة المصريـــة»‪،‬‬
‫المغلـــف بغـــاف بروتينـــي‪ ،‬ويظـــل كام ًنا‪،‬‬            ‫ثلاثمائة وخمســـون ألف أو يزيـــدون‪ ،‬وفقد‬            ‫ويســـبب تل ًفـــا في مـــخ الجنين‪ ،‬وتســـتغرق‬
                                                          ‫العالـــم مـــن جرائـــه تريليونـــات الـــدولارات‪،‬‬  ‫فترة حضانتـــه مثلما تســـتغرق فترة حضانة‬
‫حتـــى إذا وجـــد ســـبي ًل للحيـــاة حـــال دخولـــه‬     ‫وقـــد يفقـــد مـــا يزيد علـــى ‪ 5‬ملاييـــن عامل‬    ‫فيـــروس «كورونـــا»‪ 14 ،‬يو ًما‪ ،‬واســـتطاعت‬
‫جســـم الكائن الحي دَّبت فيه الحياة وســـلك‬               ‫عربـــي‪ ،‬ومـــا يزيـــد علـــى ‪ 120‬مليـــون عامل‬     ‫وزارة الصحـــة الســـعودية‪ ،‬آنـــذاك‪ ،‬أن تقوم‬
‫مســـلكه العدوانـــي مـــن خـــال «جينومـــه»‬             ‫آســـيوي وظائفهـــم‪ ،‬وتكَّبـــدت شـــركات‬            ‫بدورهـــا في التصـــدي لهذا الفيـــروس‪ .‬وقد‬
‫الـــذي يتخَّلـــل الحمض النـــووي لخلية العائل‬           ‫الطيـــران خســـائر فادحـــة قـــد تعلن بســـببها‬    ‫صـــرح مســـؤول بـــوزارة الصحة الســـعودية‬
                                                                                                               ‫بأن فيـــروس «كورونا» الذي أصـــاب ال ِجمال‬
‫ويو ِّجـــه ســـلوكه لصالحه بحيـــث يتكاثر على‬                                               ‫إ فلا سها ‪.‬‬       ‫مـــن المحتمـــل أن يكـــون ســـا ًحا بيولوجًّيا‪،‬‬
‫حســـاب آليات ومقومات الخليـــة العائل؛ ما‬                ‫تـــزداد الشـــكوك حـــول كـــون هـــذا الجائـــح‬    ‫خاصـــة بعد عدم وجـــود علاقة بين انتشـــاره‬
                                                          ‫المســـتجد أحـــد الأســـلحة البيولوجيـــة التي‬      ‫والتوزيـــع الجغرافـــي لســـالات الإبـــل فـــي‬
‫يجعلـــه ينتشـــر بســـرعة مذهلة ويد ِّمـــر الجزء‬        ‫اســـتحدثتها قوى معينة فـــي العالم من أجل‬           ‫المملكـــة‪ ،‬وأن المرضى الســـعوديين آنذاك‬
‫الـــذي غـــزاه‪ ،‬وربمـــا يـــودي بحيـــاة الجســـم‬       ‫قلـــب موازيـــن القـــوى أو لغـــرض اقتصادي‬         ‫ليســـوا مـــن الذيـــن يحتكون بالإبـــل‪ ،‬كما أن‬
                                                          ‫أو غيـــر ذلـــك‪ ،‬وقد أكـــد «الداديســـي(‪»)1‬أنه‬     ‫هـــذا الفيـــروس الـــذي ينـــدرج تحـــت عائلـــة‬
‫كلـــه‪ ..‬إن الفيروس حينما ينتشـــر في جســـم‬              ‫«يكفـــي صنع فيروس مجهري ونشـــره ســـًّرا‬

‫العائـــل ُيحـــدث خلـــ ًا مناعًّيـــا داخل الجســـم‬
‫فيشـــ ِّوش على الجهـــاز المناعـــي ويجعله لا‬
‫يمِّيـــز بين الصديق والعـــدو أحياًنا كالفيروس‬
‫الـــذي يصيـــب خلايـــا «بيتـــا» البنكرياســـية‬

‫التـــي ُتنتـــج الإنســـولين فيح ِّولها إلـــى خلايا‬
‫غريبـــة يلتهمهـــا الجهـــاز المناعـــي ويع ِّطـــل‬

‫إنتـــاج الإنســـولين ف ُيصاب الفـــرد بما ُيعرف‬
‫بالســـكري من النوع الأول‪ ،‬ومن الفيروسات‬

‫ما قـــد ُيحـــدث طفـــرات جينية ُتســـبب خل ًل‬

                                                                                                               ‫‪104‬‬
   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109